دراسات
إسلامية
شبهات
حول السنة
النبوية
نقض
شبهات
المغرضين حول
حديث: "ناقصات
عقل ودين"
بقلم:
الدكتور رشيد
كهوس (*)
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء، فقال: «يا معشر النساء تصدقن، فإني أريتكن أكثر أهل النار» فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن»، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: «أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل» قلن: بلى، قال: «فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم» قلن: بلى، قال: «فذلك من نقصان دينها»(1).
لقد
حاول أعداء
الملة والدين
أن يثيروا
مجموعة من
الشبه حول هذا
الحديث
النبوي
الشريف بحجة
أنه ينقص من
شخصية المرأة
وكرامتها
ويتهمها
بنقصان العقل
والدين.
لكن
الحديث
النبوي
الشريف يرد
مزاعمهم ويبطل
حججهم
ويلقمهم
جبالا من
الحجارة؛
لأنه بيَّن
المقصود بذلك
النقصان في
العقل
والدين،
فنقصان العقل
خاص بالشهادة
وذلك راجع إلى
عدم اهتمامها
بالمعاملات
غالباً
وتأثرها
السريع
بالنزاع
والخصام. ولذلك
رفض جمهور
الفقهاء
شهادة المرأة
في القصاص
والحدود
والأموال،
مراعاة
لخصوصيتها،
وبخاصة
لطبيعة
عواطفها
الجياشة حبا
وبغضا، وهذا
ما يؤكده قوله
سبحانه
وتعالى: ﴿أَوَمَنْ
يُنَشَّأُ
فِي
الْحِلْيَةِ
وَهُوَ فِي
الْخِصَامِ
غَيْرُ
مُبِينٍ﴾
(الزخرف:18).
أما
نقصان الدين:
ففسره الحديث
على أنها في
فترة الحيض
والنفاس لا
تصلي ولا تصوم
وذاك هو نقصان
الدين؛
وإليكم
البيان:
فالحيض
مثلا مدته من
يوم إلى خمسة
عشر يوما،
يعتريها
أثناءه
الاضطراب، وآلام
في البطن،
وصداع في
الرأس، وضعف
وحساسية
وإرهاق
وتغيرات صحية.
والحمل كذلك
يعتريها في
الأشهر
الثلاثة
الأولى منه– مدته
ستة أشهر إلى
تسعة أشهر-
ضعف في الجسم
وضيق في
التنفس،
وخفقان القلب
وتغير المزاج
والخمول
إضافة إلى
صنوف الأذى
جسميا وذهنيا.
أما
الولادة
والنفاس
فمدتها من 40
إلى 60 يوما، يعتريها
خلالها مشقة
المخاض
والآلام؛ بل
في هذه
المرحلة تنزف
الكثير من
دمها وتكون
عرضة لكثير من
الأمراض.
وبعد
الولادة تأتي
الرضاعة
والحضانة
التي تحتاج
إلى جهد كبير
للعناية
بالرضيع والسهر
على راحته...
وفي
شرح النووي
لصحيح مسلم:
«قال الإمام
أبو عبد الله
المازري -
رحمه الله-:
قوله صلى الله
عليه وسلم:
(أما نقصان
العقل فشهادة
امرأتين تعدل
شهادة رجل)
تنبيه منه
–صلى الله
عليه وسلم- على
ما وراءه و هو
ما نبه الله
تعالى عليه في
كتابه بقوله
تعالى: ﴿أنْ
تَضِلَّ
إحْدَاهُمَا
فَتُذَكِّرَ
إحدَاهُمَا
الأخْرَىٰ﴾
أي أنهن
قليلات الضبط
قال: وقد
اختلف الناس في
العقل ما هو؟
فقيل: هو
العلم، وقيل:
بعض العلوم
الضرورية،
وقيل: قوة
يميز بها بين
حقائق المعلومات.
هذا كلامه.
قلت: الاختلاف
في حقيقة العقل
وأقسامه كثير
معروف لا حاجة
هنا إلى
الإطالة به،
واختلفوا في
محله. فقال
أصحابنا
المتكلمون: هو
في القلب.
وقال بعض
العلماء: هو
في الرأس. و
الله أعلم.
وأما
وصفه –صلى
الله عليه
وسلم- النساء
بنقصان الدين
لتركهن
الصلاة
والصوم في زمن
الحيض فقد
يستشكل معناه
وليس بمشكل،
بل هو ظاهر؛
فإن الدين
والإيمان
والإسلام
مشتركة في
معنى واحد (...)،
وقد [تقدم] في
مواضع أن
الطاعات تسمى
إيمانا
ودينا، وإذا
ثبت هذا علمنا
أن من كثرت
عبادته زاد
إيمانه
ودينه، ومن
نقصت عبادته
نقص دينه. ثم
نقص الدين قد
يكون على وجه
يأثم به كمن
ترك الصلاة أو
الصوم أو غيرها
من العبادات
الواجبة عليه
لعذر، وقد يكون
على وجه لا
إثم فيه كمن
ترك الجمعة أو
الغزو أو غير
مما لا يجب
عليه بلا عذر،
وقد يكون على
وجه مكلف فيه
كترك الحائض
الصلاة
والصوم(2).
ويقول
الدكتور يوسف
القرضاوي
معلقا على الحديث
النبوي
السابق
ومبينا
لمقاصده وما
خفي من
معانيه:
والواضح أن
الحديث لم يجئ
في صيغة تقرير
قاعدة عامة أو
حكم عام،
وإنما هي أقرب
إلى التعبير
عن تعجب رسول
الله –صلى
الله عليه
وسلم- من هذا
التناقض
القائم في
ظاهرة تغلب
النساء، -
وفيهن ضعف-
على الرجال
ذوي الحزم! أي
التعجب من
حكمة الله،
كيف وضع القوة
في مظنة الضعف
وأخرج الضعف
من مظنة
القوة! وكأن
الصياغة تحمل
معنى
الملاحظة
العامة للنساء
خلال العظة
النبوية. كما
تحمل تمهيدا
لطيفًا لفقرة
من فقرات
العظة،
وكأنها تقول:
«أيتها
النساء إذا
كان الله قد
منحكن القدرة
على الذهاب
بلب الرجل
الحازم، برغم
ضعفكن، فاتقين
الله، ولا
تستعملنها
إلا في الخير
والمعروف،
فهذا هو وضع
هذا الحديث
الذي جاء بهذه
المناسبة،
وهذه الصيغة،
مرةً واحدةً
ولم يتكرر قط»(3).
إذاً
فالنبي –صلى
الله عليه
وسلم- لم ينقص
من كرامة
المرأة ولا من
أهليتها،
فكلا ثم كلا
أن يعزى إلى
رسول الله
–صلى الله عليه
وسلم- ما ينمّ
عن دونية
المرأة لا
تصريحاً ولا
تلويحاً، وهو
عليه -الصلاة
والسلام- ما فتئ
يوصي بالنساء
خيرًا إلى آخر
وصيته في حجة
الوداع(4).
ويسلط
الدكتور محمد
سعيد رمضان
البوطي –رحمه
الله- بعض
الأضواء على
الحديث فيقول:
«إن أوضح ما
يدل عليه سياق
الحديث، أنه
–صلى الله
عليه وسلم-
وجه إلى
النساء كلامه
هذا على وجه
المباسطة
التي يعرفها
ويمارسها كل
منا في
المناسبات،
لا أدل على
ذلك من أنه جعل
الحديث عن
نقصان عقولهن
توطئة
وتمهيدًا لما
يناقض ذلك من
القدرة التي
أوتينها، وهي
جلب عقول
الرجال
والذهاب بلب
الأشداء من أولي
العزيمة
والكلمة
النافذة منهم.
فهو كما يقول
أحدنا لصاحبه:
قصير، ويتأتى
منك كل هذا
الذي يعجز عنه
الآخرون.. إذن
الحديث لا
يركز على الانتقاص
من المرأة،
بمقدار ما
يركز على التعجب
من قوة
سلطانها على
الرجال»(5).
ويتساءل
قائلاً: أصحيح
ما يقوله رسول
الله أم لا،
بقطع النظر
عما يركز عليه
الحديث،
وبقطع النظر
عما يدل عليه
السياق؟
كلنا
نعلم مما
درسناه في
مبادئ علم
النفس، وعلم
النفس
التربوي، أن
المرأة أقوى
عاطفةً من الرجل،
وأضعف
تفكيرًا منه،
وأن الرجل
أقوى تفكيرًا
من المرأة
وأضعف عاطفةً
منها. وكلنا نعلم
أن هذا التقابل
التكاملي
بينهما، هو سر
سعادة كل من
الرجل والمرأة
بالآخر.
ولو
كانت المرأة
كالرجل في
الصبر على
القضايا
الفكرية
المعمقة،
والفقر
العاطفي
الفكري،
وتثلم
المشاعر
والوجدان،
إذن لشقي بها
الرجل وتبرم
بالحياة معها
ووجد سعادته
في الابتعاد
عنها.
ولو
كان الرجل
كالمرأة في
رقتها
العاطفية
وتأثراتها
الوجدانية،
وضعفها
الفكري، إذن
لشقيت به
المرأة، ولما رأت
فيه الحماية
التي تنشدها
والرعاية
التي تبحث
عنها، ولما
صبرت على
العيش معه
بحال.
إذاً
فهي حكمة
ربانية لا بد
منها، لكي
يعثر كل من
الرجل
والمرأة في
الشخص الآخر
على ما يتم نقصه،
ومن ثم يجد
فيه ما يشده
إليه
والحصيلة تنطق
بالمساواة
الدقيقة
بينهما(6).
وإن
الذين
يحاولون
تفسير الحديث
على أنه أهان
المرأة
وانتقص من
قيمتها وسلب
إرادتها فيكونون
قد افتروا على
رسول الله
–صلى الله
عليه وسلم-
كذبًا
وبهتانًا
وزورًا.
فهذا
خلق الله،
وهذا هو
التكوين
الخلقي
للمرأة
بإرادة الله -
جل وعلا-
وحكمته
الأزلية، «لا
ذنب ولا عيب
على المرأة
فيه، فالله
تعالى أوجد
المرأة
مصحوبة بالعذر،
فكل شهر تحيض،
فلا تتمكن من
الصلاة والصيام،
وهي بحكم قلة
اختلاطها
بشؤون الناس
تنقصها
الخبرة
بأحوال
المعاملات».
فيكون
المراد من نقص
عقلها: ليس
النقص الحسي
أو المادي أو التكويني،
وإنما المراد
غلبة عاطفتها
عليها، وقلة
خبرتها وعدم
مبالاتها أو
اكتراثها بشؤون
المعاملات،
فتحتاج في
شهادتها إلى
تذكير امرأة
أخرى ببعض
الوقائع
المشهود
عليها حين
تحمل
الشهادة، كما
قال تعالى: ﴿أَنْ
تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا
فَتُذَكِّرَ
إِحْدَاهُمَا
الْأُخْرَىٰ﴾
(البقرة: 282) أي
إنهن قليلات
الضبط.
وأما
نقصان دينها:
فهو بسبب
حيضها أو
نفاسها، فلا
تتمكن من
مجاراة
الرجال في
أداء جميع الفرائض
فهو نقص مادي
غير مقصود؛ بل
هي مغلوبة على
أمرها فيه.
والحديث
حافز لها
لتعويض بعض
هذه النواقص
بالأذكار
والأدعية
والاستغفار
والنوافل
وأفعال البر
والطاعات في
وقت طهرها،
وكذلك كثرة
الصدقات وغير
ذلك. ويكون تركها
بعض العبادات
على وجه لا
إثم فيه لعذر
كترك الجمعة
للمريض
والمسافر؛ بل
إنها تترك هذه
العبادات على
وجه هي مكلفة
به، وتحرم
عليها الصلاة
في زمن الحيض،
فهي ليست أهلا
لها(7).
فهذه
من رحمة الله –تعالى-
بالمرأة حيث
خفف عنها ولم
يحملها ما لا
تطيق فأعفاها
من الصلاة
أثناء الحيض
ولم يطالبها
بقضائها، كما
أعفاها من
الصيام ولها
القضاء في
أيام أخر، كما
حذر الرجال من
مباشرة النساء
في المحيض باعتباره
أذىً.
والحديث
الشريف يمدح
في المرأة
عاطفتها التي
تذهب بحزم
الرجال، وهي
من أهم خصائص
الأمومة
ومميزاتها
التي زودت بها
لتقوم بحضانة
وتربية
طفلها، فإذا
فقدتها
المرأة فقدت
كل شيء، ولهذا
فإن الطفل
«يحتاج إلى
الحنان
والعاطفة من
الأم، وإلى
العقل من
الأب، وأكبر
دليل على
عاطفة الأم
تحملها
لمتاعب الحمل
والولادة،
والسهر على
رعاية طفلها،
ولا يمكن لرجل
أن يتحمل ما
تتحمله الأم،
ونحن جميعا نشهد
بذلك.
وهذا
تقدير من الحق
- سبحانه -
لمهمتها
وطبيعتها،
وليس لنقص
فيها، ولذلك
حكم الله في
هذه الآية
فقال: ﴿لِلرِّجَالِ
نَصِيبٌ
مِمَّا
اكْتَسَبُوا
وَلِلنِّسَاءِ
نَصِيبٌ
مِمَّا
اكْتَسَبْنَ﴾(النساء:32).
إذن فهذا ليس
نقصًا في
المرأة ولا ذمًا؛
ولكنه وصف
لطبيعتها»(8).
وأعزز
ما قلته وما
أوردته من
أقوال بكلام
للشيخ عبد
الحليم محمود
أبو شقة يقول
رحمه الله: «إن
النص -يقصد
الحديث- يحتاج
إلى دراسة
وتأمل سواء من
ناحية
المناسبة التي
قيل فيها أو
من ناحية من
وجه إليه
الخطاب أو من
ناحية
الصياغة التي
صيغ بها
الخطاب، وذلك حتى
نتبين دلالته
على معالم
شخصية المرأة.
فمن
ناحية
المناسبة فقد
قيل النص خلال
عظة للنساء في
يوم عيد، فهل
نتوقع من
الرسول الكريم
صاحب الخلق
العظيم –صلى
الله عليه
وسلم- أن
يغضَّ من شأن
النساء أو
يحطّ من
كرامتهن أو
ينقص من
شخصيتهن في
هذه المناسبة
البهيجة! أما
من ناحية
صياغة النص فليس
صيغة تقرير
قاعدة عامة أو
حكم عام.
وإنما هي أقرب
إلى التعبير
عن تعجب رسول
الله –صلى الله
عليه وسلم- من
التناقض
القائم في
ظاهره تغلب
النساء –
وفيهن
ضعف- على
الرجال ذوي
الحزم أي
التعجب من
حكمة الله!
«كيف وضع
القوة حيث
مظنة الضعف وأخرج
الضعف من مظنة
القوة!(9).
ولا
يفوتني كذلك
أن أبين بعض
الشبهات التي
أثارها دعاة
التغريب حول
هذا الحديث،
أذكر على سبيل
المثال لا
الحصر، كتاب:
«المرأة
مفاهيم ينبغي
أن تصحح»
لصاحبه سامر
إسلامبولي،
يقول صاحبه معلقا
على حديث
«ناقصات عقل
ودين»: «فهذا
الحديث وغيره
مما هو متعلق
بالموضوع
نفسه لاشك أنها
أحاديث باطلة
لتصادمها
بشكل صريح مع
القرآن الذي
نظر للأنثى
نظرته للذكر
على حد سواء من
كونهما لهما
صفة
الإنسانية
وخاطبهما
بهذا الشكل».
قال
تعالى: ﴿مَنْ
عَمِلَ
سَيِّئَةً
فَلَا
يُجْزَى إِلَّا
مِثْلَهَا
وَمَنْ
عَمِلَ
صَالِحًا
مِنْ ذَكَرٍ
أَوْ أُنْثَى
وَهُوَ
مُؤْمِنٌ
فَأُولَئِكَ
يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ
يُرْزَقُونَ
فِيهَا
بِغَيْرِ
حِسَابٍ﴾(غافر:
40).
والمدقق
في الأحاديث
المذكورة يجد
أنها من وضع
رجل متحامل
على جنس
النساء(10).
ومن
هذه الكتب
كتاب: «نحو
أصول جديدة
للفقه الإسلامي
فقه المرأة»
لـ«محمد
شحرور» وهو
كسابقيه،
إضافة إلى
كتابات نوال
السعداوي
وخصوصا
كتابها
«دراسات عن
المرأة
والرجل»، ولا
ننسى قائد
هؤلاء قاسم
أمين في كتابه
«المرأة الجديدة»
والحداد في
كتابه
«امرأتنا في
الشريعة
والمجتمع»
فكلها كتابات
تجعل السم في
الدسم، تضلل
الناس تحت
لواء
التحرير،
تهدف إلى زعزعة
الإيمان في
قلوب
المسلمين
ومحاولة تشكيكهم
في دينهم وسنة
نبيهم
والتنقيص من
صحابة رسول
الله –صلى
الله عليه
وسلم-.. فخاب
والله من كانت
هذه بضاعته
وذاك سعيه.
إن
شريعتنا
الإسلامية
الغراء أصبحت
غريبة بين
أهلها وكل يوم
تزداد غربةً،
يخاف هؤلاء من
شريعة
الإسلام،
يخافون من
أحكامه،
لماذا هذا
الخوف؟! لأن
الإسلام
وشريعة
الإسلام تحول
بينهم وبين ما
يشتهون،
يريدون خراب
البيوت،
وتشتيت
الأسر، وإخراج
الناس من
دينهم
أفواجا...
يريدون قضاء
مآربهم
الشهوانية
الدوابية
البهيمية...
لكن الإسلام
وقف في وجههم
سدًا منيعًا
وحصنًا حصينًا
وسياجاً
متينًا، أحاط
الأسرة
والمرأة والمجتمع
بسياج
الرعاية
والصيانة
والحفظ، لا يستطيع
أحد أن ينال
منه شيئًا،
إلا من استسلم
لهؤلاء
المتنطعين
والمتنطعات
الذين يعيثون
في الأرض
الفساد
ويهلكون
الحرث والنسل.
فالآيـات
واضحة
والأحاديـث
النبوية
الصحيـحة
كـذلك،
فلماذا هذا
العمى عن
النـصوص؟! لمـاذا
هذا التجرؤ
على أحكام
الشرع؟!..
وخلاصة
القول: إن المرأة
زودت
بالعاطفة
لتلبي حاجيات
وليدها وتعطف
قلبها عليه،
وتحنّ إليه،
وتسعد زوجها بحنانها
ورقتها لتكون
بذلك حقا
«حافظة للغيب».
أما الرجل فقد
زود بالحزم
والصلابة
والعقل وقلة
العاطفة
ليسعى على
أهله ويذود
عنهم ويصبر
على إعالتهم،
وهذا ما
اقتضته
الحكمة الربانية
الجليلة ولا
مرد لها ولن
تجد لها
تحويلا ولاتبديلا.
وفي
الختام: إن
كانت المرأة
ناقصة عقل
ودين، فهناك
من الذكور من
لا عقل لهم
ولا دين
كأصحاب الشبهات
الذين
ذكرناهم في
هذه المقالة
وغيرهم.
﴿أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ
يَبْغُونَ وَمَنْ
أَحْسَنُ
مِنَ اللهِ
حُكْماً
لِقَوْمٍ
يُوقِنُونَ﴾(المائدة:50).
* *
*
الهوامش:
(1) صحيح
البخاري،
كتاب الحيض،
باب ترك
الحائض الصوم،
ح:298. صحيح مسلم،
كتاب
الإيمان، باب
نقصان
الإيمان بنقص
الطاعة، ح: 79.
والحاكم في
مستدركه: كتاب
النكاح، ص: 190.
(2) صحيح
مسلم بشرح
النووي1/313-314.
(3)
المرجعية
العليا في
الإسلام
للقرآن
والسنة ضوابط
ومحاذير في
الفهم
والتفسير. ص:199-200.
(4) إدماج
المرأة في
التنمية في
محك السياسة
الشرعية، عبد
السلام
حادوش،. ص:207.
(5) المرأة
بين طغيان
النظام
الغربي
ولطائف التشريع
الرباني، ص: 173-174.
(6) المرأة
بين طغيان
النظام
الغربي
ولطائف
التشريع
الرباني، ص: 174.
(7) الأسرة
المسلمة في
العالم
المعاصر،
وهبة الزحيلي،.
ص: 108-109.
(8) مئة
سؤال وجواب
للمرأة
المسلمة.
الشيخ محمد متولي
الشعراوي، ص 86-87.
(9) تحرير
المرأة في عصر
الرسالة، عبد
الحليم أبو
شقة، 1: 275.
(10) المرأة
مفاهيم ينبغي
أن تصحح، سامر
إسلامبولي، ص
: 135.
(*) أستاذ
بكلية أصول
الدين بـ«تطوان»
جامعة
القرويين،
المغرب.
مجلة
الداعي
الشهرية
الصادرة عن
دار العلوم
ديوبند ،
جمادى الأولى
1436 هـ = فبراير - مارس
2015م ، العدد : 5 ،
السنة : 39